Imprimer

الصُعود الإلهي.

 

تُعيّد الكنيسة اليوم، أي الخميس الواقع بين أحد الأعمى وأحد الآباء لعيد الصعود الإلهي، ويذكره القديس لوقا الإنجيلي في الإصحاح الأخير من إنجيله(لو٢٤: ٤٤-٥٣)، وفي بداية كتابه أعمال الرسل (أع١:١-١٤)، مُشكِّلاً الحدث الأخير لحياة المسيح على الأرض والظهور الأخير للسيد القائم من بين الأموات، وبه تنتهي مسيرة المسيح الجسديّة على الأرض وتبدأ بعدها مسيرة أخرى للتلاميذ مُتابعين ما بَدَأه السيّد لتأسيس الكنيسة، وكأنه حَلَقَة الوصل بين عَمَل السيد الخَلاصي وبين بشارة التلاميذ للعالم.
إنَّ عيد الصُعود هو سِرٌّ كبيرٌ تَعيشُه الكنيسة ليس فقط في يوم الإحتِفال بالعيد بل في كل لحظة يتوجّه فيه المؤمن في صلاته نحو المخلِّص الذي صَعَدَ إلى السماء وجَلَسَ عن يَمينِ عَرشِ مَجدِ الآب.
ففَرَح هذا العيد ليس فقط لِتَمجيد السيّد الصاعِد بل أيضاً لتحقيق خلاص البشريّة، لأن المسيح صَعَدَ إلى السماء حاملاً الطبيعة البشريّة وأجلَسها عن يمين مجد الآب، فكما بقيامتِهِ من بين الأموات أصبَحَ بِكر القائمين، أيضاً بصعودِهِ أصبَحَ بجسده بِكر الطبيعة البشريّة التي جلست عن يمين الآب.
فالمؤمن الذي يعيش في الكنيسة يَشعُرُ دائماً بأنّ يَدُ الله تُبارِكُهُ وحُلولِ الرّوح القدس يُظَلِّله، فيتقوّى ويجابه الخطيئة بهذه النِعَم، فيعيش على الأرض بفِكرٍ ونَظَرٍ مُتَوجِّهين دوماً نحو السماء، مُسبِّحين ومُمَجِّدين السَاكِن عن يمين الآب.
آمين