Imprimer


✥ السِّنْكسَار ✥
✥ المجمع المسكوني الأول هو أحد المجامع المسكونية السبعة:
أيتها الكواكب المنيرة للقطب العقليّ، أضيئوا منيرين بشعاعاتكم فكري على آريوس.
إن آريوس قال أن الابن غريب من جوهر الآب فليكن هو غريباً ومنفياً من مجد الله الآب
إننا نعيد هذا العيد الحاضر لهذه العلة وذلك لما أن ربنا يسوع المسيح لبس جسدنا وفعل كل التدبير بحالٍ يحتجز نعتهُ وعاد إلى العرش الأبوي فأراد الآباء القديسون أن يوضحوا أن ابن الله صار إنساناً بالحقيقة وأنه صعد وهو إنسان تامٌ وإلهٌ تامٌ وجلس عن يمين العظمة في الأعالي وأن مجمع الآباء القديسين هذا كرز به هكذا واعترف جهاراً أنه مساوٍ للآب في الجوهر والكرامة فلهذا السبب رتبوا بإلهام إلهي هذا العيد الحاضر بعد الصعود المجيد كأنهم تقدموا فرفعوا شأن مجمع آباء هذا مقدارهم الذين كرزوا به أعني أن هذا الصاعد بالجسد إله حقيقي وهو إنسان تامٌ بحسب الجسد.
أما هذا المجمع فصار على عهد قسطنطين الملك الكبير في السنة العشرين من ملكه لأن هذا تملك أولاً في رومية لما كف الاضطهاد وبعد ذلك بنى المدينة الكلية السعادة المسماة باسمه في السنة الخمسة آلاف والثمانمائة والثمانية والثلاثين لكون العالم حينئذٍ نشأت ارتقة آريوس الذي كان منشأه من ليبيا وصار إلى الإسكندرية وتشرطن شماساً من القديس بطرس الشهيد بطريرك الإسكندرية فلكونه ابتدأ أن يجدف على ابن الله كارزاً جهاراً إنه مخلوق وإنه صار من العدم وإنه بعيدٌ من الرتبة الإلهية وإنه يقال له حكمة الله وقوته مجازاً خلافاً لزعم صاباليوس الملحد القائل أن اللاهوت وجهٌ واحدٌ وأقنومٌ واحدٌ فوقتاً ما يصير آباً وتارةً ابناً وقتاً روحاً قدساً وفيما آريوس مجدف هكذا عزله عن الكهنوت بطرس العظيم لما أبصر المسيح مثل طفلٍ على المذبح المقدس لابساً ثوباً مشقوقاً وقائلاً أن آريوس قد شقهٌ.
ولكن اشيلاس الذي كان رئيس كهنة بعد بطرس على الإسكندرية حلّ آريوس أيضاً على شرط أنه يرتجع عما كان يقوله ورسمهُ أيضاً قسيساً وجعله قيماً على المدرسة فلما توفي اشيلاس صار الكسندروس الذي لما وجد آريوس مجدفاً أشر من الأول أقصاهُ من البيعة وحطهُ بواسطة مجمع وإنه كما قال ثاودوريطوس أنه اعتقد أن طبيعة المسيح متغيرة وأن الرب اتخذ جسداً خالياً من العقل والنفس هذا قذف أولاً وأما آريوس فإنه اقتاد إلى إلحاده كثيرين وكتب فاختص لذاته افسافيوس أسقف نيقوميدية وبافلينوس أسقف صور وافسافيوس أسقف قيسارية وغيرهم وتطاول على الكسندروس فأما الكسندروس فأنفذ إلى أصقاع الدنيا بأسرها مخبراً عن تجاديف آريوس وعن قطعه فانهض كثيرين إلى الانتقام منه.
فلما كانت الكنيسة منزعجة وغير ظاهر شفاء لهذه المجادلة الصائرة عن الاعتقاد أرسل قسطنطين المعظم إلى جميع الدنيا مركبات ملوكية وجمع الآباء الموجودين في نيقية وحضر هو بنفسه هناك وحينئذٍ لما جلس كل الآباء وجلس هو لما طُلب منه ذلك لكن ليس على كرسي ملوكي بل في مجلس وضيع الرتبة ولما تخاطبوا عن جميع ما ينتسب إلى آريوس أوجبوا اللعنة عليه وعلى جميع المعتقدين باعتقاده وكرز هؤلاء الآباء القديسون بأن كلمة الله هو مساوٍ للآب في الجوهر والكرامة وإنه أزلي مع الآب ووضعوا دستور الأمانة المقدس وانتهوا به إلى عند (وبالروح القدس) وأما الباقي فتممهُ المجمع الثاني وثبت أيضاً هذا المجمع الأول عيد الفصح أعني متى يكون وكيف يجب أن نعيده وأنه لا يجب أن نعيد مع اليهود كما كانت عادة سالفة ووضعوا عشرين قانوناً من أجمل التراتيب الكنائسية وأما دستور الإيمان المقدس فأثبته الملك قسطنطين الكبير المعادل الرسل آخر الكل وختمه بكتابة حمراء.
وكان بين هؤلاء الآباء القديسين رؤساء كهنة مئتان واثنان وثلاثون وكهنة وشمامسة ورهبان ستة وثمانون فجملة الحاضرين كانوا ثلاثمائة وثمانية عشر وأما مشاهيرهم فكانوا هؤلاء سلبسترس رئيس كهنة رومة وميطروفانيس القسطنطيني كان مريضاً فحضر هذان بوساطة نوابهما والكسندروس الإسكندري مع اثناسيوس الكبير لأنه كان في ذلك الوقت رئيس الشمامسة وافسطاثيوس الإنطاكي ومكاريوس الأورشليمي والبار كوذروفيس الأسقف وبفنوتيوس المعترف ونيقولاوس النابع الحيل وسبيريدونس تريميثوندس الذي هناك طرح الفيلسوف وعمده لما أوضح له النور المثلث الشموس وفي أواسط صيرورة هذا المجمع انتقل إلى الله اثنان رؤساء كهنة فوضع قسطنطين المعظم حد المجمع المقدس في تابوتيهما وختمهما باستيثاقٍ فوجد ذلك الحد مختوماً وممضى منهما بكلمات الله التي لا يُلفظ بها.
فلما انقضى المجمع وكانت المدينة التي بناها قد كملت استدعى قسطنطين الكبير جميع أولئك الرجال القديسون فذهبوا معه بأجمعهم ولما صلوا ختموا وثبتوا أن هذه المدينة كفؤ لأن تصير ملكة المدن وأوقفوها لأم الإله بأمر الملك وهكذا توجه القديسون كل منهم إلى مكانه.
لكن قبل أن ينتقل قسطنطين الكبير إلى الله لما كان يدبر الملك مع ابنه قسطنديوس تقدم آريوس إلى الملك قائلاً أنه سيترك الجميع ويريد أن يتحد مع كنيسة الله فكتب إذاً تجاديفه في قرطاس وعلقها في عنقه على صدره وكأنه خاضع للمجمع كان يضرب بيده على تلك الكلمات المكتوبة في القرطاس ويقول إني أذعن لهؤلاء فاقتنع الملك وأمر بطريرك القسطنطينية أن يقبل آريوس في الشركة الإلهية وكان في ذلك الوقت بعد مطروفانيس البطريرك الكسندروس الذي كان عارفاً برداءة مذهب الرجل فكان مشككاً به ومرتاباً ومتضرعاً إلى الله أن يكشف له إن كان حسب إرادته يؤثر أن يشترك مع آريوس فلما حضر الوقت الذي فيه وجب أن يقدس معه صار مستمراً في الصلاة فأما آريوس فلما كان آتياً إلى الكنيسة وهو عند عامود السوق مغصهُ جوفهُ فدخل إلى كنيفٍ مشاع وهناك انفرز منبعجاً وقذف كل ما في باطنه وطرحهُ على أسفل وتكبد رمي ما في جوفه مثل يوداس (يهوذا الاسخريوطي) لأنه ساواه في تسليم الكلمة وشقّ كلمة الله من الجوهر الأبوي فانشق وصودف مائتاً وعلى هذه الحال كنيسة الله انعتقت من أذيته.
فبشفاعات قديسيك الآباء الثلاثمائة والثمانية عشر المتوشحين بالله أيها المسيح إلهنا ارحمنا آمين.
⁜ مقدمة: هو المجمع "المسكوني" الأول وليس المجمع الأول على العموم، ذلك أن مجامع كنسية عدة إلتأمت في القرون الثلاثة الأولى لأهداف خاصة وفي ظروف طارئة لبحث أمور معينة تهمّ الجميع. غير أن ما يميز مجمع "نيقية" (اسم المدينة التي عُقد فيها المجمع المسكوني الاول) عمّا قبله هو أن المجامع الأولى "كانت أحداثا اكثر منها مؤسِسة"، كما يقول الاب جورج فلورفسكي. وكان مجمع نيقية، بالتالي، نموذجا للمجامع اللاحقة، وذلك لأن إهتداء الإمبراطورية الرومانية جعل الظروف تتغير عما قبل، فاستلزم وضع الكنيسة الجديد عملا مسكونيا هو بالحقيقة موجود وأصيل في الكنيسة ولكنه بان بشكل مرئي اكثر.
⁜ الدعوة للمجمع: اختلفت الآراء حول تحديد من هو صاحب المبادرة لعقد المجمع المسكوني الأول، وتنوعت حول مَنْ رئسه. غير أن الأمر الذي لا ريب فيه هو أنه عُقد في نيقية في تركيا الحالية ورئسه اسقف ارثوذكسي (ربما يكون: أوسيوس اسقف قرطبة، او افسافيوس اسقف انطاكية)، وأن الإمبراطور قسطنطين الكبير حضر افتتاحه. اول ما يَلفت نظر الباحثين هو أن علامات الاضطهادات – التي هدأت – كانت ظاهرة جلياً على أجساد معظم الآباء الذين أتو من كنائس العالم ليشهدوا للمسيح الحي والغالب على الدوام. فأعضاؤهم المشوّهة او المبتورة وآثار الجروح والضرب والجلدات شهادة على أن الإيمان الحيّ الذي دونوه في نيقية كان محفوظا في قلوبهم وعقولهم ومكتوبا على صدر وصبر أجسادهم. ولا يُخفى على أحد أن هذه الآلام بقيت – وسوف تبقى – رفيقة القدّيسين الشاهدين، ولعل أبرز شهادة عليها هي أن الشمَّاس اثناسيوس، الذي رافق الاسقف ألكسندروس الإسكندري الى المجمع كان بطل نيقية، نُفي بعد تَرأسه سدّة البطريركية في الإسكندرية خمس مرات، وبقي خارج كنيسته ما يزيد على العشرين سنة.
⁜ إلتآم المجمع: بدأ مجمع نيقية جلساته في ال 20 من أيار عام 325 حضره حوالى ال318 أُسقف معظمهم من الشرق (يعود عدد الأساقفة ال 318 إلى ما بعد السنة 360, وربما وصلنا تأثرا ب"غلمان ابراهيم المتمرنين", راجع: تكوين ‪14: 14‬). اهم ما حققه هذا المجمع هو أنه دان بدعة كاهن ليبي عاش في الإسكندرية أُسمه آريوس الذي،تتلمذ على لوقيانوس الانطاكي. أنكر آريوس ألوهية الإبن فأعتقد بأنه كان هناك وقت لم يكن الإبن موجودا فيه، وأعتبره رفيعا بين مخلوقات الله ومِنْ صُنْعِهِ، كما أن الروح القدس من صُنْعِ الأبن ايضا. يعتقد بعض المؤرخين أن الآباء في نيقية سدّوا آذانهم اشمئزازاً حال سماعهم هذه الأقوال التجديفية، وأكتفوا ببعض العيِّنات المقروءة من رسالة آريوس "المثالية" للحُكْم عليه.
⁜ أعمال وقوانين المجمع: دحض الآباء بدعة آريوس وشهدوا للإيمان المستقيم، فاعترفوا بأن المسيح إله حقيقي وهو وحده يستطيع أن يفتح للإنسان طريق الاتحاد به، فلو كان يسوع أحد المخلوقات – كما إدَّعى آريوس – لاستحال عليه أن يخلّص العالم وتاليا أن يوصله الى غاية تدبير الله الآب، وأعني التأله. وَضعَ الآباء في نيقية دستور الإيمان الذي نتلوه في القدَّاس الإلهي والعماد وغيرهما من الصلوات، ومما جاء فيه أن المسيح "إله حقّ من إله حقّ، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر (هومووسيوس)". في دستور نيقية إعلان إيمان واضح بالثالوث القدُّوس وإنما من دون توسّع بعلاقة الأقانيم في ما بينها، فالإبن الذي هو متميّز – حسب الأقنوم – عن أبيه علّةِ الوحدة في الثالوث هو غير منفصل عن جوهره الإلهي. إصطلاح "هومووسيوس omoousios" (مساوٍ للآب في الجوهر) سببَ جدلاً كبيراً داخل المجمع وخارجه، لأن أصحاب الرأي المشؤوم ومَنْ إنقاد الى ريائهم قالوا بأن العبارة غير كتابية، واتّهموا الآباء بالوقوع ببدعة صاباليوس (الذي اعتقد بإله واحد ذات أشكال ثلاثة)، وذلك لأن عبارة "هومووسيوس" – في العالم اليوناني – كانت تفيد "الكيان الواحد". الافلاطونية الحديثة و الغنوصية (العرفانية) في القرن الثالث استعملتا اللفظة للدلالة على الكائن العاقل أو الشخص. بيد أن آباء المجمع الذين دحضوا "شكلانية" صاباليوس (اي الاعتقاد بإله واحد ذات أشكال ثلاثة)، والذين هم، كما يقول القديس غريغوريوس النزينزي، من أتباع طريق الصيادين – الرسل وليس طريقة الفلاسفة، سَمَوا فوق الفلسفة البشرية وجميع مناهجها، فعمّدوا لفظة "هومووسيوس" اي أنهم أعطوها معنى مسيحيا مؤكدين أنها وإن لم توجد حرفيا في الكتاب المقدس إلاَّ أنها مستوحاة معنوياً منه. وقد ورد في مجموعة الشرع الكنسي (ص 45) أن القدس إيريناوس أسقف ليون إستعمله أربع مرَّات، كما أن الشهيد بمفيليوس روى أن اوريجانس المعلم إستعمله أيضاً بالمعنى ذاته الذي أراده له المجمع النيقاوي.
⁜ مما قاله آباء المجمع:"بما أن الإبن هو من جوهر الآب، فالإبن إله كما أن الآب إله، وتاليا يجب القول إن المسيح هو من الجوهر الواحد مع الآب. وضع مجمع نيقية تحديداً في تعيين تاريخ عيد الفصح، فأقرّ القاعدة التي كانت كنيسة الإسكندرية تحتفل بموجبها بالعيد، وهي التي تجعل عيد الفصح يقع بعد أول بدر بعد الاعتدال الربيعي في 21 آذار. كما عني المجمع بتنظيم الكنيسة الإداري فسنَّ عشرين قانونا، منها تثبيت رفعة مكان كَراسٍ ثلاثة كبرى وهي رومية والإسكندرية وأنطاكية (قانون 6)، وقرر أن يحتل كرسي أُورشليم مكانة الشرف الرابعة على أن يبقى خاضعا لمتروبوليت قيصرية فلسطين. لم يأتِ مجمع نيقية على ذكر القسطنطينية لأن مدينتها دُشنت بعد المجمع بخمس سنوات.
✥ القديس البار ألكسندروس كوتْشتا الروسي (+1439 م): ترهب منذ الفتوة في دير Kamenni بقرب بحيرة Koubensk ثم هرب من المجد الباطل وجاء إلى مكان بقرب نهر Sianjema حيث أقام في المستنقعات. من جديد شوش عليه الزوار صمته وسلام نفسه ففر إلى مكان آخر. انضم إليه اثنان من تلاميذه عايشاه حتى رقد، سابا وسمعان. خلال غزوة التتار اقتحم خمسة منهم المنسك. جاء القديس لاستقبالهم. رسم إشارة الصليب في اتجاههم فوقعوا موتى. أقامهم باسم الثالوث القدوس وأطلقهم بسلام. كان يقتات من الخبز والماء. اقتنى لنفسه أرضاً صغيرة كان يزرع فيها القمح. فاجأ، مرة، فلاحاً مسكيناً يسرق. كان الفلاح يريد أن يأخذ كيس قمح أكبر من قدرته على حمله. فجعله القديس يأخذ من القمح وسعه وبعدما وعظه أطلقه. لما دنا أجله بارك تلميذيه وأوصاهما بالاتضاع والصبر والمحبة الأخوية والاهتمام بالحجاج وبناء كنيسة في المكان على اسم والدة الإله والقديس نيقولاوس. رقد بسلام في الرب في 9 حزيران 1439.
✥ القدّيس كيرلّس بطريرك الإسكندرية (+444م): ولادته ونشأته: وُلد في حدود العام 380م. نشأ في ظلّ خاله ثيوفيلوس, رئيس أساقفة الإسكندريّة. تمرّس في البلاغة والفلسفة. أما معرفته في الكتاب المقدّس, فكانت كبيرة. حتّى قيل أنّه حفظه بالكامل أو كاد. امتاز بمنطقه السّهل الدفّاق.
بطريركاً على الإسكندريّة: إثر وفاة ثيوفيلوس بطريرك الإسكندريّة, انتخب كيرلّس خليفةً له, بعد أن كان قد ترقى وفق الرتب الكهنوتية. اختيار كيرلّس كان لمِا تمتع به من غيرةٍ على الإيمان ومعرفةٍ في الكتاب المقدس ومعرفةٍ جيدة في العقائد الأرثوذكسية وخاصة ما هو متعلّق في لاهوت الثالوث القدّوس.
عملهُ كبطريرك: عمل كيرلّس على إرساء قواعد الكنيسة وبسط نفوذها ومدّ تأثيرها. كما عمل على تحويل مجامع اليهود إلى كنائس. وحدّ من الوثنية وانتشارها حتّى بقيت في منطقة اسمها مانوتا, هذه المنطقة هداها فيما بعد إلى المسيحية حتّى تنصّروا جميعاً واقتبلوا سرّ المعموديّة, وتلاشت الوثنية من البلاد. كذلك دافع عن الأرثوذكسيّة في وجه النسطورية, حين صار نسطوريوس أسقفاً على القسطنطينية 428م.
اشترك كيرلّس في المجمع المسكوني الثالث عام 431م. حيث أدين نسطوريوس وكل من يعتقد بهرطقته التي تقول أولاً بوجود شخصين في المسيح (شخص إلهي هو الكلمة يقيم في شخص بشري هو يسوع الإنسان) ثانياً ومريم العذراء ليست بوالدة الإله.
رقاده: رقد بالرّب في 27 حزيران من السنة 444م.
✥ القديسات العذارى الشهيدات الفارسيات تقلا ومن معها (القرن 4م): هؤلاء هن، بالإضافة إلى تقلا، مريامني ومرتا وماراي وإيناثا. فخلال اضطهاد شابور الثاني الفارسي (حوالي العام 347) للمسيحيين، كن يقمن مكرسات لله في قرية كسكاز يتعهدهن كاهن اسمه بولس. إليه أوكلت العذارى ثروتهن وكان يُعتد بها. وصل خبر بولس إلى زعيم المجوس نرسيس تمشابور. فأوقفه وصادر الجنود الثروة التي وجدوها عنده. كما أوقفوا التلميذات الخمس وجرروهن مصفدات إلى قرية حازا بقرب أربيل. أحضر المجوسي بولس إليه أولاً ووعده برد كل مقتنياته إذا قدم فرض العبادة للشمس وشرب دماً مقدماً للأوثان. وإذ استبان بولس أكثر تعلقاً بالذهب من يسوع، نفذ ما طلبه منه المجوس كاملاً. لكن المجوسي إذ أراد الثروة لنفسه طلب من بولس أن يقنع العذارى أولاً بعبادة الشمس والزواج وهو يعطيه ماله. كشف بولس خيانته لتلميذاته وطلب إليهن أن يقتدين به، لكنهن احتقرنه وعاملنه كيهوذا أسخريوطي جديد. على الأثر سلمت العذارى للتعذيب وجُلدت كل منهن مائة جلدة. غير أن ذلك زادهن تمسكاً بالمعلم. فحكم عليهن تمشابور بالموت وطلب من بولس نفسه أن يكون جلادهن ليسلمه الثروة فامتثل وقضى على نعاج المسيح بالسيف. ولما طالب بولس بماله ألقاه تمشابور في السجن وخنقه واستأثر بثروته.
✥ القدّيس البار كيرلس البحيرة البيضاء الروسي (+1429): ولد ونشأ في موسكو. ترهّب في دير سيمونوف حيث سلك في نسك شديد جعله قبلة أنظار أقرانه. ولكي يخفي فضائله ادّعى الجنون. كان يلتقي القدّيس سرجيوس رادونيج ويتعلم منه. اختير عنوة رئيساً للدير، لكنه رجا والدة الإله أقله أن تبيّن له كيف يحافظ على نسكه. وذات ليلة عاين ضوءاً عظيماً وسمع صوتاً يقول له: "يا كيرلس، غادر هذا الموضع واذهب إلى البحيرة البيضاء فتجد راحة!" على هذا ترك دير سيمونوف برفقة أحد الرهبان واتجه صوب شاطئ البحيرة. هناك، في جوف غابة الصنوبر الكثيفة، تابع السيرة النسكية. وبمرور الزمن، تحوّل المنسك إلى دير كبير. وقد أخذ كيرلس من الله موهبة صنع العجائب ورقد في الربّ عن عمر يناهز التسعين، في السنة 1429.
✥ القديس البار كولومبا إيونا الإيرلندي منير سكوتلندا (+597 م): من سلالة الملوك. راهب ورئيس دير إيرلندي. أنشأ بضعة أديرة في إيرلندا. انتقل إلى سكوتلندا، إلى إيونا مع عدد من تلاميذه حيث أمضى معظم أيامه. سيرته تصفه بأنه إنسان مواهبي. تعزى إليه عجائب ونبوءات ورؤى. اجتمعت في نفسه مهارات العالم والشاعر والقائد. أنشأ الرهبان وأرشد الحكام وهدى العديدين إلى الإيمان.
✥ القديس البار يوليانوس السوري (+370م): مسيحي من الغرب بيع عبداً في سوريا بعدما استرد حريته، صار راهباً تتلمذ للقديس أفرام السوري في بلاد ما بين النهرين.
✥ القديس الجديد ألكسي ميشيف الروسي (+1923): ولد سنة 1860. أبوه قائد جوقة في خدمة المتروبوليت فيلاريت الموسكوفي. عاشت العائلة في ظروف متواضعة. لم تكن له يوماً غرفة خاصة به. تزوّج ورزق بضعة أولاد. توفّيت زوجته آنا في وقت مبكر من عمرها. كان كاهناً وصار متقدماً في الكهنة. ابنه سرجيوس أيضاً صار كاهناً واستشهد سنة ‪1941‬م. اجتذب، عبر السنين، آلاف المؤمنين. لم يكن نجاحه سريعاً. قال عن أوائل خدمته الرعائية: "لثماني سنوات كنت أقيم القداس الإلهي يومياً في كنيسة فارغة". قال له كاهن مرة: "في أي وقت أمر بكنيستك أسمع الأجراس تدق. مرة دخلت فلم أجد أحداً. لن تنتفع شيئاً. أنت تدق الأجراس عبثاً". لكن الأب ألكسي استمر، بثبات، يقيم الخدمة. أخيراً أخذ الشعب يُقبل إليه، شعب كثير. كان يحكي قصته كلما أراد أن يجيب على سؤال بشأن كيفية إنشاء رعية. الجواب كان دائماً إياه: "صلوا". كان في حياته المنزلية بسيطاً متواضعاً. في مكتبه، في غرفته الصغيرة، كانت الكتب مكدسة، بعضها مفتوح وموضوع كيفما اتفق. كانت هناك رسائل مبعثرة والكثير من القربان على الطاولة، بالإضافة إلى بطرشيل وصليب وإنجيل وإيقونات صغيرة. الفوضى كانت بسبب انشغال الأب ألكسي الدائم بالناس. شعاره كان "عش من أجل الآخرين تخلص". حياته كانت بذلاً للآخرين. خارج شقته، كما شهد أحدهم، كان هناك صف من المتعبين والثقيلي الأحمال ينتظرون، منذ الصباح الباكر. كل هؤلاء كان ألكسي يجد وقتاً للحديث إليه وتلطيف أحواله وتعزية نفسه. لم يكن، مرة، لوحده. كان دائماً مع الناس وعلى مرأى من الناس. عن كنيسته قال أحدهم: "هنا يشعر المرء بالجدران مشبعة بالصلاة. يشعر بمناخ صلاتي ينبث كالعدوى بين الحاضرين. بعض الناس، عن رغبة أو عن عادة، يتوجهون إلى غير كنائس ربما ليستمتعوا بصوت الشماس أو الجوق... هنا يأتي الناس لسبب آخر، لأنهم يريدون أن يصلوا". هذا ولم يكن الأب ألكسي يحب كثرة الكلام. من وجهه، من ابتسامته، من عينيه كان يتدفق اللطف والتفهم الذي كان يعزي ويشدد المقبلين إليه. هذا كان يخفف من أحمال الناس ويحولهم إلى مسيحيين فرحين بالرب كل حين. استبانت شعبيته من خلال عشرات الآلاف الذين احتشدوا يوم دفنه وسايروه إلى مثواه الأخير.
من أقواله:
· كيف تبلغ الاتضاع؟ تحول إلى داخلك ما استطعت واعتبر نفسك دون الآخرين.
· اعمل على تنشئة إخوتك وأخواتك الصغار. كن مثالاً لهم لتؤثر فيهم. تذكر أنهم سوف يلتقطون عيوبك والرب يحسبك مسؤولاً عنها.
· إذا رأيت سوءاً حواليك للحال تطلع إلى نفسك لعلك السبب.
· إذا هاجمتك أفكار السوء فأغلب الظن أنك لم تصلِّ كفاية. عليك أن تطردها. حالما تلاحظ في نفسك فكراً سيئاً بادر إلى الصلاة. وإذا كانت أفكار عديدة تقلقك فخذ كتاباً جيداً واقرأ فيه.
· اشتهِ السعادة للآخرين تصر أنت نفسك سعيداً.
✥ القديسون الشهداء أوريستوس ودويوميديس ورودون.
✥ القديس الشهيد حنانيا: قضى للمسيح بحد السيف.
✥ القديس البار كيروس: رقد بسلام.
✥ القديسات العذارى الشهيدات من خيو: قضين للمسيح بحد السيف.
✥ القديسون الشهداء أوريستوس وديوميديس ورودون.
✥ القديس الشهيد حنانيا.
✥ القدّيس البار كيروس.