Imprimer

المجمع المسكوني الأول

انعقد هذا المجمع في القرن الرابع، ويُعرف بمجمع نيقية على اسم المدينة التي عُقد فيها (في تركيّا الحاليّة). كان المترئس في هذا المجمع ألكسندرس بطريرك الإسكندريّة واسطاثيوس بطريرك أنطاكية ومكاريوس بطريرك بيت المقدس. وحضر افتتاحه الإمبراطور قسطنطين الكبير.

أوّل ما يظهر في هذا المجمع أن علامات الاضطهادات ضد المسيحيين التي وضع لها حداً القدّيسُ قسنطنطين الكبير في مرسوم ميلانو ٣١٣، كانت ظاهرة جليًّا على أجساد كثيرين من الآباء الذين أتوا من كنائس العالم ليشهدوا للمسيح الحيّ والغالب على الدوام. فأعضاؤهم المشوّهة او المبتورة وآثار الجروح والضرب والجلدات شهدت أن الإيمان الحيّ الذي دوّنوه في نيقية كان محفوظًا في قلوبهم وعقولهم ومكتوبًا على صدورهم وفي صبر أجسادهم.

ولا يَخفى على أحد أن هذه الآلام بقيت – وسوف تبقى – رفيقة القدّيسين الشاهدين، ولعل أبرز شهادة لها هي أن الشمَّاس اثناسيوس (القدّيس أثناسيوس الكبير)، الذي رافق الأسقف ألكسندروس الإسكندري إلى المجمع، كان بطل نيقية، وقد نُفي بعد تَرأسه سدّة البطريركيّة في الإسكندريّة خمس مرات، وبقي خارج كنيسته ما يزيد على العشرين سنة.

بدأ مجمع نيقية جلساته في ٢٠ أيّار عام ٣٢٥ وحضره حوالي ٣١٨ أُسقفًا معظمهم من الشرق. وكان الهدف الأساسي لإلتئام المجمع هو إدانة هرطقة كاهن ليبي عاش في الإسكندريّة اسمه آريوس كانت قد انتشرت بقوّة، وكانت مخالِفة تمامًا لإيمان الكنيسة الحقيقي، إذ قامت على جعل الرّب يسوع المسيح مخلوقًا ورفضت ألوهيّته.

فقد أنكر آريوس ألوهية الابن، وبهذا يُصبح الرّب يسوع المسيح مخلوقًا مثل غيره من الناس.

أعمال المجمع وقوانينه:

- دحض هرطقة آريوس وإعلان الإيمان المستقيم، أي أن المسيح إلهٌ حقيقي مولود من الآب قبل كل الدهور وغير مخلوق. نور من نور إله حق من إله حق، وهي الشهادة على طبيعة الرّب يسوع المسيح الإلهيّة.

- صياغة الجزء الأوّل من دستور الإيمان الذي نتلوه في القدَّاس الإلهي، أي لغاية "وبالروح القدس"، الذي استكمله المجمعُ المسكوني الثاني عام ٣٨١ في القسطنطينيّة.

- تأكيد المعموديّة وتبنّي الكثير من الصلوات.

- تحديد تعيين تاريخ عيد الفصح، وإقرار القاعدة التي كانت تعتمدها كنيسة الإسكندريّة للاحتفال بالعيد، وبحسبها يقع عيد الفصح يوم الأحد بعد أول بدر يلي الاعتدال الربيعي في ٢١ آذار (حساب شرقي).

عن www.orthodoxpatriarcate.com