• 1

  • 2

  • 3

  • 4

Copyright 2024 - Propriété AGOAP - 2014

إنتقال والدة الإله.
(في السواعي الكبير والسنكسار الجزء الأول)

 

تُكرِّم الكنيسة الأرثوذكسية في العالم، بشكل خاص، والدة الإله وهذا التكريم يعود أصوله أو جذوره لفترة الرسل من تاريخ الكنيسة وشهدوا بذلك من خلال الأناجيل المقدسة ومنهم الإنجيلي لوقا: “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تُطوّبُني” (لو48:1)، ويعتبر هذا التطويب شهادة على تكريم شخص والدة الإله من العصر الرسولي.
ألكنيسة المقدسة قد تَسلَّمت من الآباء منذ قديم الزمان عن رقاد والدة الاله ما يلي:
وهو أنه لما حان ملء الزمان الذي سر فيه مخلصنا أن ينقل اليه والدته، ارسل اليها ملاكاً قبل ثلاثة أيام ليخبَرها بقرب انتقالها من هذه الحياة الزائلة الى الحياة الأبدية المغبوطة.
فلما سمعت هي بذلك صعدت بسرعة الى جبل الزيتون الذي كانت تذهب اليه كثيراً للصلاة وأدت الشكر لله، ثم عادت راجعةً الى بيتها وأخذت تهيِّءُ ما يقتضي للدفن وفيما هي على هذه الحال أختطف الرسل من أقاصي الأرض، كلا منها من حيث يُكرزُ بالبشارة، وأحضروا في وهلة واحدةٍ الى بيت والدة الاله فأخبرتهم بسبب جمعهم بغتةً وعزَّتهم بمثابة أمٍّ عن الحزن الذي اعتراهم لا محالة، ثم رفعت يديها وتضرَّعت من أجل سلامة العالم، وباركت الرسل واخيراً إضطجعت على سريرها، وجعلت جسمها على الهيئة التي شاءَت، وهكذا أسلمت روحها الفائقة القداسة في يديّ إبنها وإلهها، أما الرسل فرفعوا السرير الذي كان عليه جسدها المتقبل الإله بورع عظيم ومصابيح كثيرة مرتلين نشائد التجنيز وحملوه الى القبر وكانت الملائكة إذ ذاك ترتل معهم من السماء مشيعين "من هي أعلى من الشاروبيم" وإذ تجاسر أحدُ اليهود حَسداً أن يمد يديه على ذلك السرير بوقاحةٍ، ناله في الحال من لدن القضاء الالهي ما كانت تستوجبه وقاحته من القصاص، فإن يديه الجريئتين قطعتا بضربة لم تُرى.
ولمّا وصلوا إلى القرية التي تدعى الجسمانية دفنوا هناك ذلك الجسم الفائق الطهارة ينبوع الحياة بوقار عظيم. ثم في اليوم الثالث لدفنه اجتمعوا لتعزية بعضهم بعضاً. ولما رفعوا جزء الرب يسوع من الخبز كعادتهم ظهرت والدة الاله في الهواء قائلة لهم “سلام لكم” فتيقن الرسل من ذلك بأن والدة الإله إنتقلت الى السماء بالجسد.
آمين


f t g