• 1

  • 2

  • 3

  • 4

Copyright 2024 - Propriété AGOAP - 2014

التثقيف الليتورجي المبسّط، سلسلة...
صلاة المديح الذي لا يُجلَس فيه."الأوكاثيستون"

 

هي خِدمَة لوالدة الإله مرتبطة بعيد البشارة الذي يقع في الصوم الكبير.
في ممارستنا الحالية نقيم جزءاً منها مساء كل جمعة من اسابيع الصوم الأربعة الأولى، ثُمَّ نَعيدُها كاملةً في الأسبوع الخامس، وهي في الأساس عبارة عن نوعين من التسابيح هما "القنداق" و"القانون" نتلوهما ضمن خِدمَة صلاة النوم الصغرى.

"ألقِنداق" هو نَمَط شِعري كُتِبَت فيه التَسَابيح والأناشيد الكَنَسيّة باليونانيّة ،في القرنين السَادِس والسَابع، يَعتَمِد على السَرد القصصيّ، وذكر الحوادث المُهِمّة المُرتبطة بالمناسبة المعيّد لها. ويتألف "القنداق" عامةً من مقدمة قصيرة توجز مضمونه، تليها مقاطع تُسَمّى "ابياتَاً"، يتراوح عددها بين ٢٠و٣٠ بيتَاً.

خِدمَةِ المَديح مَنظومة على هذا النوع من الكِتابة الشِعريّة مِن أربعة وعشرين بيتَاً، تُشَكِّلُ الحُروف الأولى مِن الأبيات الأبجديّة اليونانيّة بحُروفِها الأربعة والعشرين. يَتَمَيّز قنداق المديح بلازمتين: الأولى "افرحي يا عروسَاً لا عريس لها"، والثانية هي عبارة "هللويا".

مِن حيث الإسلوب نجد في صياغة قِنداق المديح إستعمالاً لنوعين أدبيين، الأول هو ما يُسَمّى بالنشائِد الشِعريّة. والنوع الثاني هو إسلوب النشائِد الإبتهالية، وقد صِيغَت فيه الجمل الشِعريّة التي تأتي بعد فاتحات الأبيات المفردة، والتي تبتدئ بعبارة "إفرحي".

أمّا مِن حَيثُ المَضمون، فيقسم قنداق المديح الى قسمين: تاريخي ولاهوتي: يشمل القِسم التاريخي الابيات الـ ١٢ الأولى، وفيه سرد لأحداث البشارة والميلاد والدخول إلى الهيكل كما وردت في الإصحاحين الأولين من إنجيلَي متّى ولوقا، أما القِسم اللاهوتي فيشمل الأبيات الـ ١٢ الاخيرة، وفيه إعلان لعقيدة التجسّد، وتأمّل في دور والدة الإله.

في السابع من آب عام ٦٢٦ إثر نجاة القسطنطينية من أيدي الفرس والأفاريين الذين كانوا يحاصرونها، إجتمع الشعب في كنيسة الحكمة الإلهية Agia Sofia، ورَتَّلوا قِنداق المَديح بكامله وقوفًا بعد أن أضاف اليه البطريرك المسكوني سرجيوس مُقَدِّمَة أخرى هي: "إني أنا مدينتك يا والدة الإله" لأن المدينة شاهدت سيِّدة عظيمة في سمائها تُحَطِّم الإسطول الفارسيّ، وهذا ما يجعلنا نفهم معاني المقدمة هذه :
"إنّي انا مدينتكِ يا والدة الإله أكتب لكِ رايات الغلبة يا جنديّة محامية وأقدِّم لك الشُكر كمنقذةٍ مِنَ الشَدائِد لكن، بما أن لكِ العِزَّة التي لا تُحارَب أعتقيني من صنوف الشدائد حتّى أصرُخُ إليكِ إفرحي يا عروساً لا عريس لها"
منذ ذلك الوقت صار القنداق يُرتَّل مرّة ثانية في عيد نَجاة القسطنطينية في السابع من آب.
مؤلف قنداق المديح هو القديس رومانس المرنِّم، الحمصي الأصل (عاش في القرن السادس)، وقد كان رائدًا في كتابة هذا النوع من الشعر. أمّا القانون فهو نمط شِعري جديد برز مع انحسار استعمال القنداق، نظمه القديّس يوسف المُنشِئ (ألقرن التاسع)، أما المقاطع التسعة الرئيسيّة، أو "الاراميس"، اي "أَفتح فمي فيمتليءُ روحاً.." وما يتلوها، فهي من نظم القدّيس يوحنّا الدمشقي (القرن الثامن)، وقد بنى على اساسها يوسف المنشئ قانونه.

الأحرف الأولى من مقاطع قانون المديح في اليونانية تؤلّف العبارة الآتية: "يا مستودع الفرح، بكِ وحدكِ تليق التحيّة بالسلام ليوسف".
آمين


f t g