• 1

  • 2

  • 3

  • 4

Copyright 2024 - Propriété AGOAP - 2014


✥ السِّنْكسَار ✥
✥ عظة عن "الصليب المُقدَّس"، للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ: كانَ الصليب في السابق اسماً للقصاص والعقاب، أمّا الآن فهو اسم للفخر والاحترام. كانَ الصليب في السابق موضع عار وعذاب، أمّا الآن فأصبحَ سبب مجد وشرف. ويؤكد المسيح أنَّ الصليب مجد بقوله: "أيُّها الآب مجدني بالمجد الذي كانَ لي عندكَ قبل تأسيس العالم" (يوحنّا17: 5). الصليب هو قمّة خلاصنا. الصليب هو مصدر عشرات الآلاف من الخيرات. بواسطة الصليب صارَ المنبوذين والساقطين مقبولين في عداد الأبناء. بالصليب لم نعد بعد مُضللين بل للحق عارفين. بالصليب أصبح الذين كانوا فيما مضى يعبدون الأخشاب والأحجار يعرفون خالق الكُلّ. بالصليب نالَ عبيد الحريّة عتق الحريّة بالبرّ. بالصليب صارت الأرضُ سماءً. وهكذا بالصليب تحرَّرنا من الضلال، وهكذا ننال الإرشاء إلى الحقّ. هكذا أتمَّ الله أمراً يليق به تجاه البشر. هكذا أقامنا من عتق الخطيئة ورفعنا إلى قمّة الفضيلة. هكذا أباد ضلال الشياطين وهكذا كشفَ الخداع. بالصليب لم يعد هناك دخان، ولا دماء حيوانات مُهرقة، بل في كُلّ مكان نجد الاحتفالات الروحيّة والتسابيح والصلوات. بالصليب هربت قوات الشرّ وفرَّ الشيطان. بالصليب تتسابق الطبيعة البشريّة لتنضم إلى محفل الملائكة. بالصليب صارت البتوليّة مُستوطنة على الأرض، فحيث أتى المسيح من عذراء فقد فتحَ طريق هذه الفضيلة أمام طبيعة البشر. بالصليب أنارنا نحنُ الجالسين في الظلمة. بالصليب حرَّرنا من الأسر، وبعد أن كُنّا بعيدين صرنا منهُ قريبين. هكذا بالصليب خلَّصنا، وصارَ لنا هذا الفداء بالفعل. هكذا بالصليب بعد أن كُنّا غرباء صرنا مواطنين سماويين. هكذا بالصليب بعد أن كُنّا نُحارِب صارَ لنا السلام والأمان. وبالصليب لم نعد نخاف سهام الشيطان، فقد وحَّدَنا نبع الحياة. بواسطة الصليب لا نحتاج فيما بعد الزينة الخارجيّة لأنَّنا نتمتع بالعريس. وبالصليب لم نعد نخاف الذئب فقد عرفنا الراعي الصالح "أنا هو الراعي الصالح" (يوحنّا10: 11). وبالصليب لن نرهب الطاغية إذ صرنا إلى جانب الملك. أترغب في معرفة إنجاز عظيم آخر للصليب يفوق إدراك العقل البشريّ؟ إنَّ الفردوس الذي كانَ مُغلقاً قد فُتِحَ اليوم. اليوم دخلَ اللصّ إليه. هناك إنجازان عظيمان، فتح الفردوس ودخول اللصّ إليه، إعادته لوطنه القديم، واسترداده إلى بلده الأمّ... الصليب هو رمز ملكوت السموات، ولهذا فإنَّني أدعو المصلوب عليه ملكاً. ملكاً إذ هو يموت من أجل رعاياه، فقد قالَ عن نفسه أنَّ "الراعي الصالِح يبذل نفسه عن الخراف" (يوحنّا10: 11). حقاً والملك الصالِح يضع نفسه من أجل رعاياه. ولأنَّهُ وضع نفسه بالفعل لهذا فأنا أدعوه ملكاً وأهتف: "اذكرني يا ربّ متى جئت في ملكوتك".
✥ عظة عن "الصليب الكريم المُحيي"،للقديس أفرام السريانيّ: كُلّ عيد، كُلّ عمل يقوم به الرَّبُّ يسوع المسيح خلاص وفخر لنا نحنُ المؤمنين، لكنَّ الصليب هو فخرُ المفاخِر كُلّها. أعظَمُ الأعياد هو عيد الفصح حينَ ذُبِحَ المسيح من أجل خلاصنا (كورنثوس الأولى5: 7) القائِم من بين الأموات، حمل الله الرافع خطيئة العالم (يوحنّا1: 29). هذا العيد هو ملك الأعياد. الأعياد الأخرى مُقدَّسة ومُوَقَّرة لكنَّها تختلف فيما بينها في المجد وبهجة النور الإلهيّ. وحده الذي يعيش بموجب وصايا الله يُكرِّم هذا العيد ويُوَقِرُهُ. أمّا عادمي الطهارة والخطأة فيبقون بعيداً عنه، بل وعن الأعياد كلّها... لقد انتفت ضلالة الوثنيين. سُبيت الجحيم ولم يعد فيها أسر. تحَّطَمَت قصور ضلالة الآلهة الكثيرة. تحرَّرَ الإنسان ومَلَكَ الله. الحكم في ابتهاج والصليب سائِد. تسجد له الأمم كافة مع الشعوب والقبائل والألسنة كلّها. نحنُ نفتخر بالصليب مع بولس المغبوط قائلين: "وحاشا لنا أن نفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح" (غلاطية6: 14). لنرسم الصليب المُحيي على جبهتنا، عيوننا، فمنا، صدرنا وعلى أعضاء جسدنا كلّها. لنتسلَّح بسلاح المسيحيين غير المغلوب، بل غالب الموت، رجاء المؤمنين، نور الكون الذي فتح الفردوس، الذي حلَّ الهرطقات، تأييد الإيمان القويم، حارس المؤمنين العظيم، فخر الكنيسة الخلاصيّ. فلا تتركوا الصليب أيّها المسيحيون في أيّة ساعة ولحظة. لنحمله معنا في كُلّ مكان ولا نفعل أيّ شيء بدونه. لنرسم الصليب عندما ننام أو نقوم أو نعمل أو نأكل أو نشرب أو حين نسير في البرّ والبحر. لنقوي أعضائنا كلّها بالصليب المُحيي حسب قول المزمور: "لا أخشى من خوف ليليّ ولا من سهم يطير في النهار ولا من أيّ شيء يسلك في الظلمة". إن كُنتَ يا أخي تتخذ الصليب معونةً لكَ فلن تقترب منكَ الشرور ولن تَمُسَّ التجارب جسدك لأنَّ القوات المُضادة ترتعد وتنصرف لدى مُشاهدتها إياه. هو الذي قضى على ضلالة الأوثان، الذي أنارَ المسكونة، أباد الظلمة وأعاد النور. جمعَ الصليب الكُلَّ من المغرب والشمال والجنوب والشرق وربطهم بالمحبّة في كنيسة واحدة، في إيمان واحد، في مسيرة واحدة. أيّ فم، أيّ لسان يستطيع كما يليق أن يمدح سور الأرثوذكسيين غير المُنثلم سلاح المسيح الملك العظيم الظافِر الصليب قيامة الأموات، مُشدِّد المعوقين، عظمة الملوك، جرأة الرهبان، حراسة الفقراء. هو الذي أُقيمَ في وسط الكون، غُرِسَ في مكان الجمجمة لكي تُزهِر حالاً كرمة الحياة. بواسطة هذا السلاح المُقدَّس عَبَرَ المسيح جوفَ الجحيم الكثير الشراهة وسدَّ فم الشيطان الكثير الحيل الذي لا يشبع. لمّا شاهدَ الموت الصليب ارتعدَ وفرَّ هارِباً تارِكاً كُلَّ الذين كانَ قابِضاً عليهم أحراراً من عهد المجبول أولاً. بالصليب تسلَّحَ الرسل المغبوطون وداسوا قوّة العدوّ جاذبين الأمم كلّها لكي يسجدوا له. لقد اتَّخَذَ الشهداء جنود المسيح الصليب درعاً، وتغلّبوا على مكائِد الطُغاة كلّها، وكرزوا بالحقيقة بشجاعة. هناكَ من حمل الصليب على كتفيه وازدرى العالم من أجل المسيح فسكن البريّة بفرح وابتهاج كبيرين، سكن الجبال، المغاور وثقوب الأرض. يا لهُ من صلاح الله وعطفه! كم من الصالحات أعطاها الصليب لجنس البشر! لذلك ينبغي أن نُمَجِدَهُ نظراً لمحبته للبشر. انتبهوا أيُّها الأحبّاء، يا صحابة المسيح، كم هي قدرة الله، وكم هي إنجازاته، وكم من الخيرات أغدقَ على حياتنا هذا المُدَبِّر الحسن، لأنَّهُ بعد أن أعادَ السلام لحياتنا أعطانا فرصةً وسبيلاً لكي نتمتع بالحياة الآتية الأبديّة".
✥ القديسان الشهيدان ارتيميدوروس وثاليليوس.‏
✥ القديس الحامل الإله يوحنا الذي من كريت: عاش في القرن العاشر للميلاد. عاش في النسك والصلاة منذ أن كان يافعاً.
✥ القديسان الروسيان ميخائيل أمير كييف و مستشاره ثيودوروس (+1246م)‏: قضى ميخائيل تمسكا بالإيمان المسيحي إثر مواحهته للتّتار وعبادتهم. جرى قطع رأسه في 20 أيلول سنة 1246م.
✥ القديسون المعترفون اناسطاسيوس وثيودوروس وأوبروبيوس تلاميذ القديس مكسيموس المعترف: دافعوا عن الإيمان بالمشيئتين في المسيح. رافقوا القديس مكسيموس حتى وفاته. عذبوا وماتوا في المنفى.
✥ القديسان الجديدان في الشهداء الروس ثيوكتيستوس سمانتسكي وألكسندر تتيواف (+1937م)‏: كان الأول متقدماً في الكهنة والثاني كاهناً. قضى للمسيح في الحقبة الشيوعية.
✥ أبونا الجليل في القديسين ميلاتوس أسقف قبرص: علّم الكلمة الإلهية باجتهاد واهتم بالتوزيع على الفقراء. رقد بسلام .
✥ القديس البار يوحنا المصري و رفاقه الشهداء الـ 40: استشهدوا في أيام مكسيميانوس (295م). قضوا بحد السيف.
✥ القديس الجديد في الشهداء هيلاريون الكريتي (+ 1804م)‏: من هيراكليون في كريت. من أبويين تقيين. أرسله والديه الى القسطنطينية ليتعلم. كان من المفروض أن يعتني بأمره عم له طبيب. لم يبال به بل دفعه الى العمل لدى أحد التجار. ارتكب هفوة و كبد التاجر خسارة فادحة. طالبه التاجر بالتعويض. لجأ الى قصر الآغى التركي. استغل الآغا وضعه و جعله مسلم . صحا ضميره بعد أيام. إنتقل الى جبل آثوس. تاب و نسك. رغب في التكفير عما ارتكب. أخد بركة أبيه الروحي. عاد الى القسطنطينية. رفض الإسلام و جاهر بمسيحيته. تعرض للتعذيب ثم جرى قطع رأسه في 20 أيلول 1804م.
✥ القديس أوليغ أمير بريانسك (القرن 14م)‏: أسس دير القديسين بطرس و بولس في بريانسك سنة 1274 م. ترهب و عاش في نسك شديد. رقد مشبعاً أتعاباً في اواخر القرن 13 أو مطلع القرن 14.
✥ القدّيسان الشّهيدان إيباتيوس الأسقف وأندراوس الكاهن: من مقاطعة تراقيا. صديقان منذ الدراسة. تسابقا في الأصوام والأسهار والأتعاب والتواضع والمحبة. هيباتيوس صار راهباً واندراوس شماساً. استقدمهما أسقف أفسس وسام الأول أسقفاً والأخير كاهناً. دافعا عن الإيمان القويم لاسيما عندما ثار الاضطهاد على مكرمي الإيقونات. سجنهما الإمبراطور لاون الايصوري (717– 741م) ثم عذبهما، جرا على الأرض وتحطيما للعظام وسلخا لجلد الرأس. وأخيراً قتلهما وألقاهما للكلاب.
✥ القدّيسان المعترفان مارتينوس أسقف رومية، ومكسيموس الحكيم المعترف‏‎: العيد الأساسي للقديس المعترف مارتينوس هو في 13 نيسان، فيما عيد القديس مكسيموس المعترف هو في 21 كانون الثاني، ونقل رفاته في 13 آب. القديس مارتينوس دعا في سنة 649 إلى المجمع اللا تراني الذي أدان التعليم بمشيئة واحدة في المسيح وقال بالمشيئتين، كما أبسل سرجيوس أسقف القسطنطينية وكيروس أسقف الإسكندرية وثيودوروس أسقف فاران الذين حملوا لواء هذا التعليم الفاسد. انتقم منه الإمبراطور قسطانس الثاني (641 -668) وحاكمه بتهمة الخيانة العظمى ونفاه إلى خيرصونة في بلاد الكريمية حيث ملت بعد ذلك بقليل في 16 أيلول 655م. أما القديس مكسيموس فهو أحد كبار من علّموا وتوسعوا في بسط التعليم بالمشيئتين في المسيح. أمره الملك قسطانس بالإذعان لمعتقد المشيئة الواحدة أو يكف عن التكلم والكتابة فأبى، فأمر بقطع لسانه ويده اليمنى ثم نفاه فتوفي في المنفى سنة 662م
✥ أبونا الجليل في القدّيسين أفستاثيوس رئيس أساقفة تسالونيكي (+1194م)‏: ترهب حدثاً في القسطنطينية. لمع في العلوم . علّم في البطريركية بنجاح كبير. أحد أكثر المثقفين في زمانه. تسقّف على ميرا في ليسيا سنة 1174 م ثم على تسالونيكي. اهتم بإصلاح الأخلاق والرهبان. تعرض للإضطهاد. عاش في تقشف. وزع ماله على الفقراء. تصدى للظلم. عامله المحتلون النومانديون بقسوة. رقد بسلام و قد امتلأ أياماً سنة 1194م.
✥ القدّيس العظيم في الشهداء أفستاثيوس وزوجته ثيوبيستي وولديهما أغابيوس وثيوبيستس‎: كان بلاسيدس - وهذا كان اسم أوسطاتيوس قبل تعرفه بالمسيح - ضابطاً كبيراً في الجيش أيام الإمبراطورين تيطس وترايان. وكان، نظير كورنيليوس، قائد المئة الذي بشّره الرسول بطرس (أعمال الرسل 10)، رجلاً باراً، كثير الإحسانات، محباً للفقراء. ذهب مرة في رحلة صيد وراء الآيلة والغزلان. وفيما كان جاداً يبحث عن طريدة، إذا بغزال يظهر أمامه فجأة، فأخذ قوسه وشدّ سهمه وهمّ بتسديده. ولكن، فجأة، لمع شيء بين قرني الغزال فترّيث، وأمعن النظر جيداً فرأى هيئة صليب يلمع كالشمس وشخص الرب يسوع المسيح مرتسماً عليه. وإذا بصوت يأتيه قائلاً: بلاسيدس، بلاسيدس، لماذا تطاردني!؟ أنا هو المسيح الذي أنت تكرمه بأعمالك ولا تدري. لقد جئت إلى الأرض وصرت بشراً لأخلّص جنس البشر. لذلك ظهرت لك اليوم لأصطادك بشباك حبي. فوقع بلاسيدس عن حصانه مغشياً عليه. وبقي كذلك بضع ساعات. وما أن استرد وعيه وأخذ يستعد ما جرى له حتى ظهر له الرب يسوع من جديد وتحدّث إليه، فآمن بلاسيدس وقام إلى كاهن علّمه الإنجيل وعمّده هو وأهل بيته. فصار أسمه، من تلك الساعة، أوسطاتيوس، وأسم زوجته ثيوبيستي وولديه أغابيوس وثيوبيستس. ووصل الخبر إلى ترايان فأمر بمصادرة ممتلكاته. وكان على وشك إلقاء القبض عليه عندما تمكن، بنعمة الله، من التواري. وشيئاً فشيئاً، كشفت الأيام أن شدائد وضيقات عظيمة كانت تنتظر أوسطاتيوس، كمثل أيوب الصديق في العهد القديم. ففيما كانت العائلة، التي فرّت في مركب، تهم بمغادرته، إذا بصاحب المركب، الذي كان فظاً شرساً، يخطف ثيوبيستي ويحتفظ بها لنفسه. فأخذ أوسطاتيوس ولديه ومضى حزيناً مغلوباً على أمره. وفيما كان الثلاثة يجتازون نهراً، إذا بأغابيوس وثيوبيستس يقعان بين الوحوش، وينجو أوسطاتيوس. وهكذا وجد أوسطاتيوس نفسه وحيداً وقد خسر كل شيء: مركزه، أملاكه، زوجته، وولديه. صار كأيوب عارياً من كل شيء، حتى من أعزّ من يحب. وحده الإيمان بالرب يسوع حفظه في الرجاء. "الرب أعطى والرب أخذ، فليكن أسم الرب مباركاً". وعلى مدى سنوات طويلة، استقر أوسطاتيوس في قرية من قرى مصر أجيراً، لا يدري بما في العالم ولا يدري العالم به. وكان يمكن أن تنتهي قصّة أوسطاتيوس على هذا النحو، لكن للرب الإله أحكاماً غير أحكام البشر. فلقد تحرّك البرابرة، في ذلك الزمان، على الإمبراطورية الرومانية، وأخذوا يتهدّدون بعضاً منها، مما أقلق الإمبراطور ترايان قلقاً شديداً، فراح يبحث عن قائد من ذوي الحنكة والشجاعة والخبرة في حروب البرابرة، فلم يجد أحداً يسند إليه المهمة. أخيراً تذكر الإمبراطور الضابط السابق بلاسيدس وسجل بطولاته الحافل وكم من المعارك خاض ضد البرابرة وانتصر، فأخذ يبحث عنه في طول البلاد وعرضها. وتشاء العناية الإلهية أن يهتدي إلى مكانه. فمثل أوسطاتيوس أمام الإمبراطور، وكانت هيئته قد تغيرّت من كثرة ما عانى، فأعاد إليه ألقابه السابقة وممتلكاته وجعله قائداً لحملة جديدة على البرابرة. وقد قبل أوسطاتيوس كل ذلك صاغراً كما لو كان بتدبير من العلّي. وبالفعل خرج أوسطاتيوس على رأس الجيش وتمكن، بنعمة الله، من البرابرة، وعاد مظفراً. وكم كان شكره لله عظيماً عندما رأى زوجته وولديه أصحاء معافين في انتظاره. ولكن، كيف ذلك؟! ذاك البربري الذي خطف زوجته مات ميتة شنيعة، وولداه تمكن رعيان من إنقاذهما وحفظهما سالمين. وهكذا كانت تعزية الجميع عظيمة وفرحهم لا يتصوّر. ولكن، هنا أيضاً، لم تكن هذه نهاية قصة هذه العائلة المباركة بل فصل منها وحسب. فما كادت العائلة تفرح باجتماعها من جديد وتشكر الله عليه حتى مات ترايان وحل أدريانوس محله (117م). وطبعاً كما جرت العادة بعد كل انتصار على أعداء الإمبراطورية، أراد أدريانوس أن يقدّم الشكر للآلهة فدعا قادة جيشه إلى رفع الذبائح للأوثان. وعندما جاء دور أوسطاتيوس امتنع وقال للإمبراطور: إن هذا الانتصار قد تحقّق بقوة الرب يسوع المسيح الذي أؤمن أنا به، لا بقوة هذه الآلهة الحجرية الباطلة. هذا الكلام لم يرق للإمبراطور أدريانوس، بل عدّه عصياناً سافراً، فأمر بأوسطاتيوس وأفراد عائلته، بعدما صادر ممتلكاتهم من جديد، فألقوا في قدر كبير فيه زيت يغلي فأسلموا الروح.


f t g